كثر الحديث مؤخرا عن التقرير الأمريكي الذي أساء إلى سمعة السلطنة - وإلى دول أخرى فيما يخص الاتجار بالبشر.. وكثرت المقالات هنا من معارض لذلك التقرير ومن متحدث ببعض الحيثيات الذي قد تكون حقيقة لما ورد فيها. ولعل أكثر المقالات جدلا ما تفضل الأخ Wahiba Sands بكتابته بأسلوب معارض أبدع في سرده وطرحه.. وقد كنت في واقع الأمر متابعا لما يدور في ذلك الأمر. وكوني أحد المواطنين الذين أوظف إحدى العاملات الهنديات في منزلي كخادمة أو شغالة أو بشكارة كما تسمى سابقا فإن ذلك التقرير جعلني أفكر في الأمر بنظرة إنسانية؛ هذه الانسانة والتي جلبتها من بلادها لتعيل زوجها وأولادها نظير أجر لا يتجاوز الخمس والخمسين ريالا وتعمل مع أسرتي الصغيرة ليلا ونهارا ولا تحصل على إجازة سوى يوم واحد (وهو الجمعة الأخيرة من كل شهر). فهل بالفعل هناك نوع من الاتجار بها؟
ومع المتابعة في الانترنت وقراءات في الصحف المحلية العمانية التي تفتخر بالتقارير الأجنبية عن السلطنة كلما أوردت مقالا إلا هذه المرة، ومع متابعة أيضا مجلس الشورى الممنوع عليه - بحكم القانون - الخوض في السياسة، حيث انتقد التقرير الأمريكي متجاوزا صلاحيته القانونية إلا أنه تم غض البصر عنه نظرا للاستنكار الحكومي أولا والاستنكار الشعبي ثانيا، فإن ذلك جعلني أتعمق في ماهية هذه التقارير لأرى من صاحب الحديث عن التقارير، وهل الأمريكان أنفسهم راضون عنها وهل هم أصلا منزهون عنها!! فهالني ما قرأت من شهادات وبحوث وتقارير كتبها الأمريكان النزيهون عن واقع بلادهم التي تتاجر بالبشر في عمق فكرها وثقافتها